ابنِ عبد المطلب، وأمُّه ريطَة بنتُ عبد الله بن عبد المدان بن الديان بن زياد بن الحارث.
وكان أبو العباس رجلًا طويلًا، أبيض اللون، حسن الوجه، ولد في أيام هشام بن عبد الملك.
بويع بالكوفة يوم الجمعة، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، سنة اثنتين وثلاثين ومئة.
ثم إنه بنى مدينة الأنبار، وسماها: الهاشمية.
وكان كثير العقل، سامي الهمة، رفيع السؤدد، يحب المفاوضة والمذاكرة، وأخبار الأعراب، والقراءة بالألحان، والحُداء، وغناء الركبان.
وكان أبرَّ خلق الله بأهله وأقاربه، وأحسنهم تعطُّفًا على بني عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -.
وكان إذا تعادى رجلان من أصحابه، لم يسمع من أحدهما في الآخر شيئًا، ولم يقبله، وإن كان القائل عنده عدلًا في شهادته، ويقول: إن الضغينة القديمة تولِّد العداوة، وتحمل على إظهار المباينة.
وكان سخيًا، وكان يُقعد العلويَّ عن يمينه، والأمويَّ عن شماله، ولم يكن أحدٌ من الخلفاء يحب مسامرة الرجال كأبي العباس، ووقع له لطائف ومسامرات مع الشعراء.
ولما دنت وفاة أبي العباس، نظر يومًا في المرآة، فقال: اللهمَّ إني لا أقول كما قال سليمان بن عبد الملك: أنا الملكُ الشابُّ، ولكن أقول: