للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبرنس يلبسهم بالليل، ويقوم يصلي، ويقول: ألا يستحي بنو العباس أن لا يكون فيهم مثلُ عمر بن عبد العزيز؟ !

وكان جوادًا، حُكي أنه فرّق في أيامه من الأموال في الصدقة والصلة ووجوه البر ببغداد، وبسرّ من رأى، والبصرة، ومكة، والمدينة خمسةَ آلاف ألف دينار.

وقيل: إن الواثق كان يقول بخلق القرآن، وأنه ضرب الإمام أحمدَ ابن حنبل - رضي الله عنه - بسبب ذلك، وجعل دارَه حبسًا له.

والأصحُّ: أنه لم يضرب الإمام أحمد، وإنما ضربه المعتصم، ولما ولي الواثق، بعث إليه يقول: لا تساكنني بأرض، فصار الإمام أحمد يختفي في الأماكن، ثم صار إلى منزله، فاختفى فيه إلى أن مات الواثق، وكلُّ ذلك كان بسعاية القاضي أحمد بن أبي دؤاد، ومحمد بن عبد الملك الزيات وزيرِه.

وكان أحمدُ بن أبي دؤاد قاضيه، وولي للمعتصم قبله، وحَسَّنَ له القولَ بخلق القرآن، وأغراه على الإمام أحمد حتى فعل به ما فعل، ومات ابن دؤاد بمرضه الفالج في سنة أربعين ومئتين.

وتوفي الواثق بِسُرَّ من رأى، يوم الأربعاء، لستٍّ بقين من ذي الحجة، سنة اثنتين وثلاثين ومئتين، وصلى عليه المتوكل أخوه.

وكان عمره ستًّا وثلاثين سنة، وكانت مدة خلافته خمس سنين، وتسعة أشهر، وستة أيام.