للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أربعَ جوارٍ، إحداهن: مارية، ولدَتْ من النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنَه إبراهيمَ، والأخرى سيرين، وهبها رسولُ - صلى الله عليه وسلم - لحسانَ بنِ ثابت، وأهدى إليه - أيضًا - بغلته دُلْدُل، وحمارَه يعفور، وكِسْوةً.

- وبعث عَمْرَو بنَ أُميةَ الضَّمريَّ إلى النجاشي بالحبشة، فلما جاءه كتابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قَبَّله، وآمنَ به، واتَّبعه، وأسلمَ على يدِ جعفرِ بنِ أبي طالب - رضي الله عنه -، حين كان عنده في الهجرة، واسمُ النجاشي أَصْحَمَةُ، ومعناه بالعربيِّ: عَطِيَّة.

- وأرسل شجاعَ بنَ وهبٍ الأسديَّ إلى الحارثِ بنِ أبي شمرٍ الغساني بدمشق، فلما قرأ كتابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ها أنا سائرٌ إليه، فلما بلغَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قولُه، قال: "بَادَ مُلْكُهُ" (١).

- وأرسل سليطَ بنَ عمرٍو العامريَّ إلى هَوْذَةَ بنِ عليٍّ الحنفي، ملكِ اليمامة، وكان نصرانيًا، فقال هوذةُ: إن جعلَ الأمرَ لي من بعدهِ، سرتُ إليه، وأسلمتُ، ونصرته، وإلا، قصدت حربه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا حُبًّا ولا كرامَة، اللهمَّ اكْفِنِيهِ"، فمات بعد قليل (٢).

وكان قد أرسل هوذةُ رجُلًا يقال له: الرحال - بالحاء وقيل: بالجيم - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأسلم، وقرأ سورةَ البقرة، ورجع إلى اليمامة، فارتدَّ، وشهدَ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أشركَ معه مُسَيْلِمَةَ الكذابَ في النبوة،


(١) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٢/ ٢٦٢).
(٢) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (١/ ٢٦٢).