للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فأسلمَ باذانُ، وأسلم معه ناسٌ من فارس (١).

- وبعث دِحْيَةَ بنَ خَليفةَ الكلبيَّ إلى قيصرَ ملكِ الروم، وهو هِرَقْلُ، فأكرمَ دحيةَ، ووضع كتابَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - على فخذه.

وكتب إلى رجل برومية، وكان يقرأ الكتب، يخبره بشأنه، فكتب إليه صاحب روميةَ أنه النبي الذي كنا ننتظر، لا شك فيه، فاتّبِعه وصدِّقه، فجمع هرقلُ بطارقته في دسكرةٍ، وغُلِّقت أبوابها، ثم اطلع عليهم من عُلِّيَّةٍ، وخافهم على نفسه، وقال لهم: قد أتاني كتابُ هذا الرجل، يدعوني إلى دينه، وإنه - والله - النبيُّ الذي نجده في كتبنا، فهلُمُّوا نتبعه، ونصدقه، فتسلم لنا دنيانا وآخرتُنا، قال: فنخروا نخرة رجلٍ واحدٍ، ثم ابتدروا الأبوابَ، ليخرجوا، فقال: رُدُّوهم عليَّ، وخافهم على نفسه، وقال لهم: إنما قلتُ لكم ما قلتُ؛ لأنظرَ كيف صلابتُكم في دينكم، وقد رأيتُ منكم ما سَرَّني، فسجدوا له (٢)، وانطلقوا.

فقال لدحية: إني لأعلمُ أن صاحبك نبيٌّ مرسَل، ولكن أخاف الرومَ على نفسي، ولولا ذلك، لاتبعته (٣)، وردَّ دحية رَدًّا جميلًا.

- وبعث حاطبَ بنَ أبي بَلْتَعَةَ إلى صاحب مصرَ، وهو المقوقِسُ جريجُ بنُ مَتَّى، فأكرم حاطبًا، وقبَّل كتابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأهدى إليه


(١) رواه الطبري في "تاريخه" (٢/ ١٣٣)، عن يزيد بن حبيب - رضي الله عنه -.
(٢) رواه البخاري (٧)، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -.
(٣) رواه الطبري في "تاريخه" (٢/ ١٣٠).