للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى أن توفي السلطان في سنة ثمان وثمانين وست مئة.

[ ... .]، وذلك أن السلطان الملك المنصور قلاوون خرج بالعساكر المصرية في المحرم، وسار إلى الشام، ثم سار ونازل طرابلس يوم الجمعة، مستهل ربيع الأول، ويحيط البحر بغالب هذه المدينة، وليس عليها قتال في البر إلا من جهة الشرق، وهو مقدار قليل، ونصب عليها عدة كثيرة من المناجنيق، ولازمها بالحصار، واشتد عليها القتال حتى فتحها يوم الثلاثاء، رابع ربيع الآخر بالسيف، ودخلها العسكر عَنوة، وقتل غالب رجالها، وسُبيت ذراريهم، وغنم منها المسلمون غنيمة عظيمة.

وكان الفرنج قد استولوا على طرابلس في سنة ثلاث وخمس مئة، في حادي عشر ذي الحجة، فبقيت في أيديهم إلى أوائل سنة ثمان وثمانين وست مئة، فتكون مدة لبثها مع الفرنج نحو مئة سنة، وخمس وثمانين سنة، وشهور.

وتوفي الملك المنصور قلاوون في سادس ذي القعدة، سنة تسع وثمانين وست مئة، في يوم السبت، وكانت مدة ملكه نحو إحدى عشرة سنة، وثلاثة شهور، وأيامٍ.

وكان مَلِكاً مُهاباً حليماً، قليلَ سفك الدماء، كثير العفو، شجاعاً، فتح الفتوحات الجليلة، مثل: المرقب، وطرابلس، الذي لم يجسر أحد من الملوك مثل صلاح الدين وغيره على التعرض إليهما، وكسر جيش