للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثلاثة من (١) الأنصار، وهم: كعبُ بن مالك، ومُرارةُ بنُ الربيع، وهلالُ ابنُ أمية، واستخلف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على أهله عليَّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -، فأرجفَ به المنافقون، وقالوا: ما خفَفه إلَّا استثقالًا له، فلما سمع عليٌّ بذلك، أخذ سلاحه، ولحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وأخبره بما قال المنافقون، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كَذَبوا، وإنما خَلَّفْتُكَ لِما ورائي، فارْجِعْ فاخْلُفْني في أَهْلي، أَما تَرْضَى أَنْ تَكونَ مِنِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى، إلَّا أَنَّهُ لا نبِيَّ بَعْدِي" (٢).

وكان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثون ألفًا، فكانت الخيل عشرة آلاف فرس، ولَقُوا في الطريق شدة عظيمة من العطش والحر، ولما وصلوا إلى الحِجْر، وهي أرضُ ثمودَ، نهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ورود ذلك الماء، وأمرهم أن يهريقوا ما استَقَوه من مائه، وأن يطعموا العجين الذي عُجن بذلك الماء الإبلَ.

ووصل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوكَ، وأقام بها عشرين ليلة، وقَدِم عليه بها يوحنا صاحبُ أَيْلَة، فصالحه على الجزية، فبلغت جزيتُهم ثلاثَ مئةِ دينار، وصالح أهلَ أذرح على مئة دينار في كل رجب، وأرسل خالدَ بنَ الوليد إلى أُكيْدِر بنِ عبد الملك، صاحبِ دومة الجندل، وكان نصرانيًا من


(١) في الأصل زيادة: "غير".
(٢) رواه ابن هشام في "السيرة النبوية" (٥/ ١٩٩)، والإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (٢/ ٥٦٩)، عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -.