قصره في وسطها، والمسجد الجامع بجانب القصر، وكان اللَّبِن الذي يُبنى به ذراعًا في ذراع.
ولما فرغ من بنائها، وتم، حاسب المنصورُ القواد، فألزمَ كلَّ واحد بما بقي عنده، وأخذه، حتى خالدُ بنُ الصلت بقي عليه خمسةَ عشرَ درهمًا، فأخذها منه.
ونُقل عن المنصور أمورٌ تدل على الشحِّ، ونقل عنه ضدُّ ذلك من السخاء والإعطاء.
وكان الابتداء في عمارة بغداد سنة خمس وأربعين ومئة.
وأراد المنصور أبا حنيفة على القضاء لما امتنع منه، وقال: لا أصلُح، فقال: أنت أبو حنيفة الفقيه، فكيف لا تصلح؟ ! فقال: إما أن أكون صادقًا، فيجب أن تقبل قولي، وإما أن أكون كاذبًا، فقاضٍ لا يكون كذابًا، فضربه، وحبسه، ومات في حبسه، وصلى عليه المنصور، سنة خمسين ومئة.
وكان مولده سنة سبعين، وقيل: سنة ثمانين، وهو الصحيح.
وفي أيامه ولد الإمام الشافعي - رضي الله عنه - بعد موت أبي حنيفة - رضي الله عنه -، ولِد بغزة، وأقام بها سنتين، وسار إلى مكة، فنشأ بها.
وفي أيامه تناثرت الكواكب في سنة سبع وأربعين ومئة.
وتوفي جعفر الصادق - رضي الله عنه -، وتوفي معن بن زائدة، والأوزاعي، وأبو عمرو بن العلاء.