للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم إن مريم أخذت عيسى، وسارت به إلى مصر، ثم عاد عيسى وأمه إلى الشام، ونزلا الناصرة، وبها سميت النصارى، وأقام بها عيسى حتى بلغ ثلاثين سنة، فأوحى الله تعالى إليه، وأرسله إلى الناس، وصار إلى الأردن، وهو نهر الغور المسمى بالشريعة، فاعتمد، وابتدأ بالدعوة، وكان يحيى بن زكريا هو الذي عفَدَه، وكان ذلك لستة أيام خلت من كانون الثاني لمضي سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة للإسكندر.

وأظهر عيسى المعجزات، فأحيا ميتاً، وجعل من الطين طائراً - قيل: هو الخفاش -، وأبرأ الأكْمَه والأبرص، وكان يمشي على الماء، وأنزل الله عليه المائدة، وأوحى الله إليه الإنجيل.

وكان الحواريون الذين اتبعوه اثني عشر رجلاً، وهم: شمعون الصفا، وشمعون العتاني (١)، ويعقوب بن ربدي (٢)، ويعقوب بن خلفي وقولوس (٣)، ومارقوس، وأندرواس، وتمريلا، ويوحنا، ولوقا، وتوما، ومتى.

وهؤلاء الذين سألوه نزول المائدة، فسأل عيسى ربه، فأنزل عليه سفرة حمراء مغطاة بمنديل، فيها سمكة مشوية، وحولها البقول ما عدا الكُرَّاث، وعند رأسها ملح، وعند ذنبها خل، ومعها خمسة أرغفة على


(١) في الأصل: "القناني".
(٢) في الأصل: زيدي".
(٣) في الأصل: "وقوليس".