للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعضها زيتون، وعلى باقيها رمان وتمر، فأكل منها خلق كثير ولم تنقص، ولم يأكل منها ذو عاهة إلا برِئَ، وكانت تنزل يوماً، وتغيب يوماً، أربعين ليلة.

وكانت اليهود قد جاءت في طلبه، فحضر بعض الحواريين إلى هرودُوس الحاكم على اليهود، وإلى جماعة من اليهود وقال: ما تجعلون لي إذا دللتكم على المسيح؛ فجعلوا له ثلاثين درهماً، فأخذها، ودلهم عليه، فرفع اللهُ المسيحَ إليه، وألقى شِبْهه على الذي دلَّهُم عليه.

وقد اختلف العلماء في موته قبل رفعه: قيل: رفع، ولم يمت.

وقيل: بل توفاه الله ثلاث ساعات.

وقيل: سبع ساعات، ثم أحياه الله.

وتأول قائل هذه المقالة قوله تعالى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: ٥٥].

ولما أمسك اليهود الشخص المشبه به، ربطوه، وجعلوا يقودونه بحبل، ويقولون له: إن كنت تحيي الموتى، أفلا تخلص نفسك من هذا الحبل؛ ويبصقون في وجهه، ويلقون عليه الشوك، وصلبوه على الخشب، فمكث عليه ست ساعات، ثم استوهبه يوسفُ النجارُ من الحاكم الذي كان على اليهود، وكان اسمه فيلاطوس، ولقبه هرودوس، ودفنه في قبر كان يوسف المذكورُ أعدَّه لنفسه.

وأنزل الله المسيحَ من السماء إلى أمه مريم، وهي تبكي عليه، فقال