الدين الجاولي إلى الكرك، وأحضراه إلى الديار المصرية، فصعد إلى قلعة الجبل، واستقر على سرير ملكه في يوم السبت، رابع عشر جمادى الأولى، سنة ثمان وتسعين وست مئة، وعمره يومئذ نحو خمس عشرة سنة.
وفي سنة تسع وتسعين وست مئة: استولى التتر على الشام، وسار السلطان والعساكر الإسلامية، ووقع مصاف عظيمة.
ثم في سنة سبع مئة: أدرك الله المسلمين بلطفه، وردَّ التتر على أعقابهم بقدرته، فعادوا إلى بلادهم.
وفي سنة إحدى وسبع مئة: جرد من مصر بدر الدين بكتاش أمير سلاح، وأيبك الخازندار، ومعهما العساكر، وحصلت إغارة على بلاد سيس.
وفي سنة اثنتين وسبع مئة: فتحت جزيرة أرواد، وهي جزيرة في بحر الروم قبالة انطرطوس، قريبًا من الساحل، يجتمع فيها كثير من الفرنج، وجرى فيها قتال شديد، ونصر الله المسلمين، وملكوها، وقتلوا وأسروا أهلها، وخربوا أسوارها، وعادوا إلى الديار المصرية بالأسرى والغنائم.
ثم في هذه السنة عاودت التتر قصد الشام، وحصل مصاف بينهم وبين العسكر الإسلامي، وكسر التتر مرةً بعد أخرى، وحصل للمسلمين النصرة العظيمة.