ومئتين، ثم مكث إلى حين وفاته، قَلَّ أن يأتي يوم إلا ورسالةُ المتوكل تنفذ إليه في أمور يشاوره فيها، ويستشيره.
ثم إن الإمام أحمد - رضي الله عنه - مرض مرضه الذي مات فيه، وكان مرضه في أول شهر ربيع الأول، سنة إحدى وأربعين ومئتين، ثم كتب وصيته:
(بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى أحمد بن محمد بن حنبل: أوصى أنه يشهد أنه لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأن محمدًا عبدُه ورسوله، أرسلَه بالهدى ودين الحق، ليظهرَه على الدين كلِّه، ولو كره المشركون، وأوصى من أطاعه من أهله وقرابته: أن يعبدوا الله تعالى في العابدين، وأن يحمَدوه في الحامدين، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين).
ثم استدعى بالصبيان من ذُرِّيته، فجعل يدعو لهم، ثم توفي يوم الجمعة، لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، سنة إحدى وأربعين ومئتين.
وأخبار جنازته مشهورة، ورئي له منامات صالحة - رحمه الله تعالى، ورضي عنه، وعن جميع أئمة المسلمين -.
وفي السنة الثالثة والأربعين بعد المئتين: توجَّه المتوكل من العراق طالبًا مدينة دمشق؛ ليجعلَها دارَ إقامته، فتأسّف أهلُ العراق على ذلك، وكان للمتوكل أربعةُ آلاف سُرِّيَّة، يقال: إنه وطئ الجميع، والله أعلم.
وقتله ولدُه المنتصر، وهو في خَلْوَة مع وزيره الفتحِ بنِ خاقَان، وذلك أن المتوكل قد كان بايع الخلافة لولده المنتصر، ثم أراد عزله،