للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اثنتين وعشرين سنة إلا أشهرًا، ثم رده الله تعالى، ولم يبطل الحج منذ كان الإِسلام غير تلك السنة.

ويأتي ذكر ذلك في ترجمة المهدي بالله العلوي.

واستوزرَ اثني عشر وزيراً، يولِّي هذا اليوم، ثم يعزله غدًا، إلى أن قتله بعضُ البربر بالسيف، في الحرب بينه وبين مؤنس الخادم، وأخذ رأسه، وخلع ثيابه وسراويله، فمر به رجل من الاكراد، فستر سوءته بحشيش، ثم حفر له ودفنه، وعَفَّى أثره.

ولما ولي المقتدر الخلافة، اجتنى من الأموال سبع مئة ألف ألف دينار، وخمسين ألف ألف دينار، خارجًا عما وجده في بيوت الأموال، فأنفق ذلك كله، ومات في أيامه خمسةَ عشرَ ألفَ أمير ومتقدم ومذكور، فكانت والدته تطوي عنه الرزايا والفجائع، وتقول: إظهارها يؤلم قلبه، فأدى ذلك إلى انتشار الفساد في مملكته، وكان الناس قد مَلُّوا أيامه لطولها، حتى إذا تصرمت، تمنوا ساعة منها، فأعوزتهم، وتعاقبتهم الحوادث.

وفي أيامه ظهرت الدولة العلوية الفاطمية - كما سيمرُّ بك في ترجمة المهدي بالله أول خلفائهم -.

وقُتل المقتدر يوم الأربعاء، لثلاثٍ بقين من شوال، سنة عشرين وثلاث مئة، وعمره ثمانٍ وثلاثون سنة، وشهر وأيام.

وكانت خلافته أربعًا وعشرين سنة، واحد عشر شهرًا، وأربعة عشر يومًا.