للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الشرب واللهو والطرب.

وفي أيامه ظهر يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بخراسان، منكِرًا للمظالم، وما عمَّ الناسَ من الجور، فبعث إليه الوليدُ نصرَ بن سَيَّارٍ المازنيَّ، فقَتَلَ يحيى بالمعركة بقريةٍ يقال لها: رعونة، ودفن هناك، وقبره مشهور - رضي الله عنه -.

ومن سيرته القبيحة، واستخفافه بالدين: أن جاريته ليلى حَظِيَتْ عنده، وكانت أخذت الغناء عن مَعْبَدٍ، وابنِ عائشةَ، وغيرهما، فغنته يومًا، فشرب حتى سكر، ووافاها وهو سكران، فلما تنحى عنها، أذن المؤذن للصلاة، فحلف أن لا يصلِّي بالناس غيرُها، فلبست ثيابه، وتعممت، وتلثَّمت، وخرجت فصلَّت بالناس، فما شكُّوا أنه الوليد.

وقرأ ذات يوم في المصحف: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [إبراهيم: ١٥] الآية، فنصب المصحف غرضًا للسهام، وأقبل يرميه ولقول: [الوافر]

أتوعِدُ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ... فَهَا أَنَا ذَاكَ جَبَّار عَنِيد

إِذَا مَا جِئْتَ رَبَّكَ يَوْمَ حَشْر ... فَقُلْ يَارَبِّ مَزَّقَنِي الوليدُ (١)


(١) انظر: "سمط النجوم العوالي" للمكي (٣/ ٣٣٨)، قال ابن خلدون: ولقد =