ثم استولى الصالح أيوب على دمشق في سنة ثلاث وأربعين وست مئة، واستولى على بعلبك في سنة أربع وأربعين، واستولى على الكرك في سنة سبع وأربعين، قبل وفاته بيسير - كما تقدم ذكر ذلك في ترجمة بني أيوب -.
وتوفي الملك الصالح أيوب بن الكامل محمد بن العادل أبي بكر ابن أيوب في ليلة الأحد، لأربعَ عشرةَ ليلةً مضت من شعبان، سنة سبع وأربعين وست مئة.
وكانت مدة مملكته للديار المصرية تسع سنين، وثمانية أشهر، وعشرين يوماً، وكان عمره نحو أربع وأربعين سنة.
وكان مهيباً، عالي الهمة، عفيفاً، طاهر اللسان، شديد الوقار، كثير الصمت، وكان غاوياً بالعمارة، بنى قلعة الجزيرة، وبنى الصالحية، وهي بلدة بالسالح، وبنى قصراً عظيماً بين مصر والقاهرة يسمى بالكبش.
وكانت أم الملك الصالح أيوب جارية سوداء تسمى: ورد المنى، غشيها السلطان الملك الكامل، فحملت بالملك الصالح.
وكان للملك الصالح ثلاثة أولاد، أحدهم: فتح الدين، توفي في حبس الصالح إسماعيل - كما تقدم في ترجمة بني أيوب -، وكان قد توفي ولده الآخر قبله، ولم يكن قد بقي له غير المعظم توران شاه بحصن كيفا، ومات الملك الصالح، ولم يوص إلى أحد - رحمه الله تعالى -.