للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحضر السلطان وأعيان دولته في أول جمعة صُليت بالقدس بعد الفتح، فلما رقي المنبر، استفتح بسورة الفاتحة، وقرأها إلى آخرها، ثم قال: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: ٤٥]، ثم خطب خطبة بليغة أتى فيها بمعان بديعة، ثم دعا للسلطان، وختم على العادة.

وكانت ولادته سنة خمسين وخمس مئة بدمشق، وتوفي بها في سابع شعبان، سنة ثمان وتسعين وخمس مئة، ودفن من يومه بسفح قاسيون.

* * *

٣٥٤ - أبو حامد محمد ابن القاضي كمال الدين، الشهرزوريُّ: دخل العراق للاشتغال، وتفقه على ابن الرزاز وغيره، ثم صعد الشام، وتولى قضاء دمشق نيابة عن والده، وتولى قضاء حلب، وحكم بها نيابة عن أبيه - أيضًا - في رمضان، سنة خمس وخمسين وخمس مئة، وعزله ابن أبي جرادة المعروف بابن العديم.

وبعد وفاة والده، تمكن من المملكة الصالح إسماعيل صاحبُ حلب غايةَ التمكُّن، وفوض إليه تدبير مملكة حلب.

ثم في سنة ثلاث وسبعين رأى المصلحة في مفارقة حلب، والرجوع إلى بلد الموصل، فانتقل إليها، وتولى قضاءها، وتمكن من صاحب الموصل عز الدين بن مسعود بن قطب الدين مودود بن زنكي، وتوجه