للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بابن أبي رُندَقَة: دخل بغداد بعد حجه، والبصرة، ورحل واشتغل، وسكن الشام، ودرَّس بها، وكان إمامًا عالمًا، زاهدًا ورعًا، دينًا متواضعًا، متقشفًا متقللًا من الدنيا، راضيا منها باليسير، وكان يقول: إذا عرض لك أمران؛ أمر دنيا، وأمر آخره، فبادر بأمر الآخرة، يحصل لك أمر الدنيا والآخرة، وكان كثيرًا ما ينشد:

إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا فُطَنَا ... طَلَّقُوا الدُّنْيَا وَخَافُوا الفِتَنَا

فَكَّرُوا فِيَها فَلَمَّا عَلِمُوا ... أَنَّهَا لَيْسَتْ لِحَيٍّ وَطَنَا

جَعَلُوهَا لُجَّةً وَاتَّخَذُوا ... صَالِحَ الأَعْمَالِ فِيهَا سُفُنَا

ومن شعره:

إِذَا كُنْتَ فِي حَاجَةٍ مُرْسِلًا ... وَأَنْتَ بِإنْجَازِهَا مُغْرَمُ

فَدَعْ عَنْكَ كُلَّ رَسُولٍ سِوَى ... رَسُولٍ يُقَالُ لَهُ الدِّرْهَمُ

وقد أتى أحمد بن فارس اللغوي بمعنى ذلك بشعره: