ومدح جماعة من رؤساء العراق، وله ديوان شعر، وله قبول حسن، واقتنى أملاكًا وعقاراً، ثم عثر به الدهر عشرة، ضعُف منها انتقاشُه، وبقي في حبس الإمام المكتفي أكثر من عشر سنين إلى أن خرج في أول خلافة الإمام المستنجد، سنة خمس وخمسين وخمس مئة، وقد غطى بصره من ظلمة المطمور.
وحكى: أن المستنجد رأى في منامه في حياة والده المقتفي كأن مَلَكًا من السماء كتب في كفه أربع خاءات، فلما استيقظ، طلب مُعَبِّرَ الرؤيا، فقال له: تلي الخلافة في سنة خمس وخمسين وخمس مئة، وكان الأمر كذلك.
* * *
(١) في الأصل: "طرفي الإيعاد والإبعاد"، والمثبت من "وفيات الأعيان" (٥/ ٣٤٧).