للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومدح جماعة من رؤساء العراق، وله ديوان شعر، وله قبول حسن، واقتنى أملاكًا وعقاراً، ثم عثر به الدهر عشرة، ضعُف منها انتقاشُه، وبقي في حبس الإمام المكتفي أكثر من عشر سنين إلى أن خرج في أول خلافة الإمام المستنجد، سنة خمس وخمسين وخمس مئة، وقد غطى بصره من ظلمة المطمور.

وله شعر حسن، فمن ذلك: قوله في وصف القلم:

وَمُثَقَّفٍ يُغْنِي وَيُفْنِي دَائِمًا ... فِي طوري المِيعَادِ والإيْعَادِ (١)

وَهَبَتْ لَهُ الآجَامُ حِينَ نَشَابِهَا ... كَرَمَ السُّيُولِ وَهَيْبَةَ الآسَادِ

وكان خروجه من بغداد سنة ست وخمسين وخمس مئة.

وحكى: أن المستنجد رأى في منامه في حياة والده المقتفي كأن مَلَكًا من السماء كتب في كفه أربع خاءات، فلما استيقظ، طلب مُعَبِّرَ الرؤيا، فقال له: تلي الخلافة في سنة خمس وخمسين وخمس مئة، وكان الأمر كذلك.

* * *


(١) في الأصل: "طرفي الإيعاد والإبعاد"، والمثبت من "وفيات الأعيان" (٥/ ٣٤٧).