للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المقدسة، وله تصانيف في التصوف وغيره، وسكن مصر مدة، ثم عاد إلى وطنه، وقدر أنه تزوج بالرملة، وكان يتردد إليها، فتوفي بها في يوم عاشوراء، وحُمل إلى القدس الشريف، فغسِّل، وصُلي عليه يوم الحادي عشر من المحرم، سنة إحدى وتسعين وثمان مئة، ودفن بماملا ظاهر القدس من جهة الغرب عند والده، بجوار الزاوية القلندرية - رحمه الله -.

* * *

٤٨٠ - قاضي القضاة قطب الدين محمد بن محمد الخيضري الشافعي شيخ الإسلام: باشر قضاء الشام عوضاً عن القاضي جمال الدين الباعوني، وأضيف إليه كتابة السر، وباشرها نحو عشر سنين، ثم طُلب إلى القاهرة في أواخر سنة ثمانين وثمان مئة، ورسم له بالإقامة بها، وتزوج بابنة أمير المؤمنين المستنجد بالله أبي المظفر يوسف - تغمده الله برحمته - في سنة إحدى وثمانين بإشارة السلطان، واستمر قضاءُ الشام بيده، ونوابه يباشرون إلى سنة ست وثمانين وثمان مئة، فعزل منه بسؤاله، وولي بعده القاضي صلاح الدين العدوي، وألبس التشريف، واستمر نحو الأسبوع أو دونه، ثم اقتضى الحال عزله، فاستقر في القضاء القاضي شهاب الدين أحمد بن الفرفور، مضافاً إليه نظر الجيش بالشام، وأُلبس التشريف من الحضرة الشريفة.

واستمر القاضي قطب الدين بالقاهرة، وكان يدرِّس بالجامع الأزهر، وغيرِه، ويجتمع عنده الفقهاء، وغيرهم، وبنى له تربة بالقرافة على باب