للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَعودًا، فنفر قَعودُهما مني، فسقطَ فلانٌ، فانكسرت يدُه، فاسألوهما، ومررتُ بعيرِكم بالتنعيم، يقدمُها جملٌ أَوْرَقُ، عليه غِرارتانِ، تطلُعُ عليكم معَ طلوع الشمس"، فخرجوا إلى الثنية، وجلسوا ينتظرون طلوعَ الشمس؛ ليُكذّبوه، إذ قال قائل: هذه الشمسُ قد طلعت، قال آخر: هذه العيرُ قد أقبلت، يقدَمُها بعير أَوْرَق كما قال، فقالوا: إن هذا إلا سحر مبين (١).

واختلف الناس في وقت المِعْرَاج، فقيل: كان ليلة السبت، لسبعَ عشرةَ ليلة خلت من رمضان، في السنة الثالثةَ عشرةَ للنبوة.

وقيل: كان في ربيع الأول.

وقيل: كان في رجب.

واختلف - أيضًا - أهل العلم فيه، هل كان بجسده، أم كان رؤيا صادقة؟

فالذي عليه الجمهور: أنه كان بجسده.

وذهب آخرون أنه كان رؤيا صادقة، ورووا عن عائشة رضي الله عنها: أنها كانت تقول: ما فُقِد جسدُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكنَّ الله أسرى بروحه.

ونقلوا عن معاوية - أيضًا -: أنه كان يقول: إن الإسراء كان رؤيا صادقة (٢).


(١) انظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (١/ ٥٧٨).
(٢) رواه الطبري في "تهذيب الآثار" (١/ ٤٤٧).