للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فدعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بماءٍ، وتفل فيه، ونضحه عليها، فانهالت تحت المساحي (١).

* ومنها: أن أُبية بنتَ بشير بن سعيد الأنصاري، وهي أخت النعمان ابن بشير، بعثتها أمها بقليل تمر غداء أبيها بشير، وخالِها عبدِ الله بن رواحة، فمرّت برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعاها، وقال: "هاتي ما مَعَك يا بُنَيَّة"، فصبّتْ ذلك التمر في كَفَّي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فما امتلأتا، ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثوب، وبدَّدَ ذلك التمر عليه، ثم قال لإنسان: "اصرخْ في أهلِ الخندقِ أَنْ هَلُمُّوا إلى الغداءِ"، فجعلوا يأكلون منه، وجعل يزيدُ حتى صدر أهلُ الخندق عنه، وإنه ليسقطُ من أطراف الثوب.

* ومنها: ما رواه جابر، قال: كانت عندي شُوَيْهَةٌ غيرُ سمينة، فأمرتُ امرأتي أن تخبز قرصَ شعير، وأن تشوي تلكَ الشاةَ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكنا نعملُ في الخندق نهارًا، وننصرفُ إذا أمسينا، فلما انصرفنا من الخندق، قلت: يا رسول الله! صنعتُ لكَ شويهةً، ومعها شيءٌ من خبز الشعير، وأنا أحبُّ أن تنصرفَ إلى منزلي، فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من يصرخُ في الناس: أنِ انصرفوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بيتِ جابر.

قال جابر: إنا لله وإنا إليه راجعون - وكان ظنَّ أن يمضي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وحده -، وأقبل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - والناسُ معه، وقدَّمنا له ذلك، فبرَّكَ وسمّى، ثم أكل، وتواردها الناس، كلما صدر عنها قوم، جاء ناس،


(١) رواه البخاري (٣٨٧٥).