للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، وحبس بني قريظة في دار بنت الحارث: امرأة من بني النجار، ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سوق المدينة، فخندقَ بها خنادقَ، ثم بعث إليهم، فضرب أعناقهم في تلك الخنادق، وكانوا ست مئة، أو تسع مئة، وقيل: ما بين الثمان والسبع مئة.

ثم قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأموال، فكان للفارس ثلاثة أسهم: للفرس سهمان، ولفارسه سهم، وللراجل سهم، وكانت الخيل يومئذ ستة وثلاثين فرسًا.

ثم قسم سبايا بني قريظة، فأخرج الخمس، واصطفى لنفسه ريحانةَ بنتَ عمرٍو، فكانت في ملكه حتى مات.

واستُشهد في غزوة بني قريظة خلادُ بن زيد بن ثعلبة، شهد العقبة وبدرًا وأُحدًا والخندق ويوم بني قريظة، وقُتل يومئذ شهيدًا، دلَّت عليه امرأةٌ من بني قريظة رَحًى، شَدَخَتْ رأسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "له أَجْرُ شهيدينِ" (١)، وقتلها به (٢)، ولم يستشهد في غزوة بني قريظة غيره.

وفي هذه السنة: توفي سعد بن معاذ بن النعمان بن زيد بن عبد الأشهل - رضي الله عنه -، ولما مات، نزل جبريل - عليه السلام - على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - معتجرًا بعمامة من إِستبرق، وقال: يا محمد! مَنْ هذا الذي فُتحت له


(١) رواه أبو داود في "سننه" (٢٤٨٨)، عن قيس بن شماس - رضي الله عنه -.
(٢) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٣/ ٥٣٠).