للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهل الرجيع، فتحصنوا برؤوس الجبال، فنزل عسفان تخويفًا لأهل مكة، ثم رجع إلى المدينة.

* وفيها: كانت غزوة ذي قُرَد: وسببها: أن عُيينةَ بنَ حصنٍ الفزاريَّ أغار على لِقاحِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهي بالغابة، فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأربعاء، حتى وصل إلى ذي قرد، لأربع خلون من ربيع الأول، فاستنقذ بعضها، وعاد إلى المدينة، وكانت غَيبته خمس ليال.

وفي هذه الغزاة نودي: يا خيل الله! اركبي، ولم يكن يقال ذلك قبلَها (١).

وذو قرد: موضع على ميلين من المدينة على طريق خيبر.

* وفي شعبان، وقيل: في سنة خمس: كانت غزوة بني المصطلق من خزاعة، وكان بلغَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أن بني المصطلق يجمعون له، وقائدُهم الحارثُ بن أبي ضرار، أبو جُويريةَ زوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما سمع بهم، خرج إليهم، فلقيهم بماء يقال له: المريسيع، بناحية قديد، فاقتتلوا، فانهزم المشركون، وقُتِل من قُتِل منهم.

وكان حاملَ راية المهاجرين أبو بكر، ورايةِ الأنصار سعد بن عبادة، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأسارى، فكتفوا، وجمع الغنائم، وكانت الإبل ألفي بعير، والشياه خمسة آلاف شاة، وكان السبي مئتي بنت، وكانت غيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المدينة ثمانيةً وعشرين يومًا.


(١) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٢/ ٨٠).