للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورسولُه، ولَنْ أُخالِفَ أَمْرَهُ، ولَنْ يُضَيِّعَني" (١).

ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليَّ بن أبي طالب، فقال: "اكتبْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فقال سُهيل: لا أعرف هذا، ولكن اكتبْ: باسمك اللهمَّ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اكتبْ: باسمك اللهمَّ ثم قال: "اكتبْ: هذا ما صالح عليه محمدٌ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال سهيل: لو شهدتُ أنك رسولُ الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمَك واسمَ أبيك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اكتبْ: هذا ما صالح عليه محمدُ بنُ عبدِ الله سُهيلَ بنَ عَمْرٍو على: وَضْعِ الحَرْبِ عن الناسِ عَشْرَ سِنينَ، وأنه مَنْ أَحَبَّ أن يدخُلَ في عقدِ محمدٍ وعهدِه، دخلَ فيه، ومن أحبَّ أن يدخُلَ في عقدِ قريشٍ وعهدِهم، دخلَ فيه"، وأشهدوا في الكتاب على الصلح رجالًا من المسلمين والمشركين.

وقد كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما خرجوا من المدينة، لا يشكُّون في فتح مكة؛ لرؤيا رآها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع، داخلَ الناسَ من ذلك أمرٌ عظيم، حتى كادوا يهلكون.

ولما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك، نحر هَدْيَه، وحلقَ رأسه، وقام الناس - أيضًا -، فنحروا وحلقوا، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ: "يرحَمُ الله المحلِّقين قالوا: والمقصِّرينَ يا رسول الله، قال: "يرحُم اللهُ المحلِّقين" حتى أعادوا، وأعاد ذلك ثلاث مرات، ثم قال: "والمقصِّرينَ" (٢).


(١) رواه البخاري (٣٠١١)، ومسلم (١٧٨٥)، عن سهل بن حنيف - رضي الله عنه -.
(٢) رواه البخاري (١٦٤٠)، ومسلم (١٣٠١)، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -.