للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد كتب إلى النجاشي يطلبهم، ويخطب أمَّ حبيبةَ بنتَ أبي سفيان، وكانت هاجرتْ مع زوجها عبدِ الله بن جحش، فتنصّر عبدُ الله المذكور، وأقام بالحبشة، فزوّجها للنبي - صلى الله عليه وسلم - ابنُ عمِّها خالدُ بنُ سعيد بنِ العاص بنِ أمية، وكان بالحبشة من جملة المهاجرين، وأصدَقَها النجاشي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعَ مئة دينار، ولما بلغ أباها أبا سفيان أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تزوجها، فقال: ذلك الفحلُ الذي لا يُجدَع أنفُه، فقدمتْ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكلّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المسلمين، في أن يدخلوا الذين حضروا من الحبشة، في سهامهم من مَغْنَم خيبر، ففعلوا.

وفي غزوة خيبر: أهدت للنبي - صلى الله عليه وسلم - زينبُ بنت الحارث، امرأةُ سَلاَم ابن مِشْكَم اليهوديةُ شاةً مَصْلِيَّة مسمومة، فأخذ منها قطعة، ولاَكها، ثم لَفَظَها، وقال: "تُخبرُني هذهِ الشاةُ أَنَّها مَسْمومَةٌ"، وكان معه بِشْرُ بنُ البراء بنِ مَعْرور، فأكل بشرٌ منها، ثم دعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المرأة، فاعترفَتْ، فتجاوز عنها.

وقيل؟ مات بِشْرٌ، فقتلَها به (١).

ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه: "إِنَّ أكلةَ خيبرَ لم تزلْ تُعاودني، وهذا زَمانُ انْقِطاعِ أَبْهَرِي" (٢).


(١) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٢/ ١٠٧).
(٢) رواه البخاري (٤١٦٥)، عن عائشة - رضي الله عنها -.