الطائف، وبنو سعد بن بكر، وهم الذين كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مرتضعًا عندهم، وحضر مع بني جشم دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة، وهو شيخ كبير قد جاوز المئة، وليس يراد منه غيرُ التيمن برأيه، وقال رجزًا:
ولما سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باجتماعهم، خرج من مكة لستِّ ليال خلون من شوال سنة ثمان، وكان يقصر الصلاة بمكة، من يوم الفتح إلى غزوة هوازن، وخرج اثنا عشر ألفًا، ألفان من أهل مكة، وعشرة آلاف كانت معه، وكان صفوان بن أمية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو كافر لم يُسلم، سأل أن يُمْهَلَ بالإسلام شهرين، وأجابه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك، واستعار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه مئة درع في هذه الغزوة.
وحضرها - أيضًا -: جماعة كثيرة من المشركين، وهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وانتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين، والمشركون بأوطاس، فقال دريد ابن الصمة: بأيِّ وادٍ أنتم؟ قالوا: بأوطاس، قال: نعمَ مجالُ الخيل، لا حَزْنٌ ضرس، ولا سهلٌ دهس، وركب النبي - صلى الله عليه وسلم - بغلته دُلدل، وقال رجل من المسلمين لما رأى كثرة [مَنْ مع] النبي - صلى الله عليه وسلم -: لن يُغلب هؤلاء من قلة، وفي ذلك نزل قوله تعالى:{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا}[التوبة: ٢٥].
ولما التقوا، انكشف المسلمون، لا يلوي أحد على أحد، وانحاز