للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيديهم، فأسندَه عليٌّ إلى صدره، والعباسُ والفضلُ وقُثم يقلبونه معه، وأسامةُ وشقرانُ يصبون الماء، وعليٌّ يغسله بيده.

واختلفوا في موضع دفنه، هل يكون في مسجده، أو مع أصحابه؟ فقال أبو بكر: ادفنوه في الموضع الذي قُبِض فيه، فإن الله تعالى لم يقبض روحَه إلا في مكان طيب، فعلموا أنه قد صدق.

ولما فرغ من جهازه يوم الثلاثاء، - وكانت وفاته يوم الاثنين كما ذكرنا -، قال علي: لقد سمعنا همهمة، ولم نر شخصًا، سمعنا هاتفًا يقول: ادخُلوا - رحمكم الله -، فصلُّوا على نبيكم، ثم دفن من وسط الليل، ليلة الأربعاء، وهو الأصح.

وكانت مدة شكواه ثلاثَ عشرةَ ليلة.

وقال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: لَمَّا كان اليوم الذي دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يعني: المدينة -، أضاء منها كلُّ شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه، أظلمَ منها كل شيء (١).

وروي: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَنَا فَرَطٌ لأُمَّتي، لَنْ يُصَابُوا بِمِثْلِي" (٢).

ورثاه جماعة، منهم: أبو بكر الصديق، وعلي، وفاطمة، وعمَّتُه صفية - رضي الله عنهم أجمعين -.


(١) رواه الترمذي (٣٦١٨)، وابن ماجة (١٦٣١).
(٢) رواه الترمذي (١٠٦٢)، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -.