للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال جابر: رأيت ثلاثين رجلًا من أهل الصُّفّة، يصلون خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، ليس عليهم أردية، وكان من مشاهرهم: أبو هريرة، وأبو ذر، وواثلة بن الأسقع، وقيس بن طلحة الغفاري - رضي الله عنهم -.

* وقد اختلف الناس فيمن يستحق أن يطلق عليه أنه صحابي، فكان سعيد بن المسيب لا يَعُدُّ الصحابيَّ إلا من أقام مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنةً وأكثر، وغزا معه.

قال بعضهم: كل من أدرك الحُلُمَ، وأسلم، ورأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو صحابي، ولو أنَّه صحبَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ساعة واحدة.

وقال بعضهم: لا يكون صحابيًا إلا من تخصص به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وتخصص هو بالرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ بأن يثق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسريرته، ويلازم هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السفر والحضر.

والأكثر على أن الصحابي هو: كل من أسلم، ورأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وصحبه، ولو أقل زمان.

وأما عددهم على هذا القول الأخير، فقد روي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سار في عام فتح مكة في عشرة آلاف مسلم، وسار إلى حنين في اثني عشر ألفًا، وسار إلى حجة الوداع في أربعين ألفًا، وأنهم كانوا عند وفاته - صلى الله عليه وسلم - مئة ألف، وأربعة وعشرين ألفًا.

وأما ترتيبهم: فالمهاجرون أفضل من الأنصار على الإجمال، وأما على التفصيل، فسُبّاقُ الأنصار أفضلُ من متأخري المهاجرين.