للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بويع بالخلافة لما مات عمر بن عبد العزيز، في رجب، سنة إحدى ومئة، بعَهدِ من سليمان بن عبد الملك إليه بعد عمر.

وفي أيامه خرج يزيدُ بن المهلَّبِ بنِ أبي صفرة، [فأرسل إليه أخاه مسلمة، فقتله وقتَل جميع آل المهلب بن أبي صفرة]، (١) وكانوا مشهورين بالكرم والشجاعة، وفيهم يقول الشاعر:

نَزَلْتُ عَلَى آلِ المُهَلَّبِ شَاتِيًا ... غَرِيبا عَنِ الأَوْطَانِ في زَمَنِ المَحْلِ

فَمَا زَالَ بِي إِحْسَانهمْ وَافْتِقَادُهُمْ ... وَبِرُّهُمُ حَتَّى حَسِبْتُهُمُ أَهْلِي

وفي أيامه في سنة اثنتين ومئة توفي عبيد الله بن عُتبة بن مسعود أحدُ الفقهاء السبعة بالمدينة.

وعبيد الله المذكور هو ابنُ أخي عبد الله بن مسعود الصحابي.

وهؤلاء الفقهاء السبعة هم الذين انتشر عنهم الفقه والفتوى.

وقد نظم بعض الفضلاء أسماءهم فقال:

أَلاَ كُلُّ مَنْ لا يَقْتَدِي بِأَئِمَّةٍ ... فَقِسْمَتُهُ ضِيزَى عَنِ الحَقِّ خَارِجَهْ


(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، والمثبت من "تاريخ أبي الفداء" (١/ ١٣٩).