فرند بنتُ فيروز بن كسرى، سباها قُتيبة بن مسلم بخراسان، وبعث بها إلى الحجاج بن يوسف، فبعث بها الحجاج إلى الوليد بن عبد الملك، فولدت له يزيد، ولم تلد غيره.
وكان يزيد أسمر، نحيف البدن، مربوعًا، خفيف العارِضَين، كثيرَ العُجب، فصيحًا.
بويع له لما قُتل الوليد لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة، سنة ست وعشرين ومئة، وسمي: يزيد الناقص؛ لأنه نقص الناس العشرات التي زادها الوليد، وقررهم على ما كانوا عليه أيام هشام، ولما تولى، قام خطيبًا، فحمد الله، وأثنى عليه، واعترف بالعجز، ووعد الرعية بكل جميل فبايعه الناس وفرحوا به فأحسن السيرة وعدل في الناس حتى مات رحمه الله.
وكانت وفاته بالطاعون، بدمشق بعيد الأضحى، سنة ست وعشرين ومئة، فكانت مدة ولايته خمسة أشهر، واثني عشر يومًا، وعمره ستًا وأربعين سنة، وقيل غير ذلك.
وله عقب كثير لم تعرف أسماؤهم.
وفي أيامه اضطرب أمر بني أمية، واختل نظامهم، والله أعلم.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.