للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بخلق القرآن، والقدر، لقب بالحمار؛ لأن العرب تسمِّي رأسَ كلِّ مئة سنة حمارًا، وملك بني أمية كان قد قارب مئة سنة في أيامه، فسمَّوه الحمار لذلك.

ومولده سنة خمس وستين، وكان ضخم الهامة، رَبعة، أهدل الشفة، أبيض اللون، كثيف اللحية، شجاعًا، حازمًا، إلا أن مدته انقضت، فلم ينفعه حزمه.

وهو آخر الخلفاء من بني أمية، قُتِل على يد صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، وكان صالح قد هزمه، وأخرجه من الشام، فقتله ببوصير من حدود مصر في يوم الجمعة، لسبع بقين من ذي الحجة، سنة اثنتين وثلاثين ومئة، وكان عمره يوم قُتِل سبعًا وستين سنة، فكانت مدة ولايته خمس سنين، وعشرة أشهر، وكان له وَلَدان: عبيد الله، وعبد الله، هربا بعد قتله، فأما عبيد الله، [فقد] صلبته الحبشة، وأما عبد الله، فإنه هرب إلى الأندلس، فمُسِك، وحُبِس، فلم يزل محبوسًا إلى أيام الرشيد، فأُخرج ضريرًا، ومات ببغداد، والله أعلم.

وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.

* * *