للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما قتله الأتراك، تضاربوا على السفط المذكور؛ ظناً منهم أن فيه ذخيرة نفيسة، فلما اطلعوا على ما فيه، أظهروا الندامة.

وكان السبب في قتله: أنه لما رأى تغلُّب الأتراك والديلم والمغاربة، علم أن سلفه أخطؤوا في تقدمتهم، وجعل يقدم الأعراب، ويأنس بهم، ثم إن الترك خرجوا عليه، فظفروا به، وعزلوه، ثم زجُّوه بالخناجر، ومَصَّ أحدُهم دمه حتى روي منه، ومات بين أيديهم - رحمه الله تعالى - لأربع عشرة ليلة خلت من رجب، سنة ست وخمسين ومئتين، وله تسع وثلاثون سنة.

وكان له من الأولاد: سبعة عشر ذكرًا، وست بنات، وأولاده أعيانُ أهل بغداد، وهم الخطباء بالجوامع، ومنهم العدول، ولم يبقَ ببغداد من أولاد الخلفاء أكثرُ من ولده.

ومن شعره:

أَمَا وَالَّذِي أَعْلى السَّمَاءَ بِقُدْرَةٍ ... وَأَبْعَدَ مَا بَيْنَ الثُّرَيَّةِ وَالثَّرَى

لَئِنْ تَمَّ لِي التَّدْبِيرُ فِيمَا أُرِيدُهُ ... لتفْتَقَدَنَّ التُّرْكُ يَوْما فَلاَ تُرَى

وصلَّى الله على سيدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.

* * *