قام ظهير الدين بن العطار، وأخذ البيعة لولده الإِمام الناصر لدين الله، ولما استقرت البيعة للإمام الناصر، حكم أُستاذ الدار مجدُ الدين أبو الفضل، فقبض في سابع القعدة على ظهير الدين بن العطار، ونقل إلى التاج، وأخرج ظهير الدين المذكور ميتًا على رأس حمال ليلة الأربعاء، ثاني عشر ذي القعدة، فثارت به العامة، وألقوه عن رأس الحمال، وشدوا في ذكره حبلاً، وسحبوه في البلد، وكانوا يضعون في يده مغرفة يعني: أنها قلم، وقد غمس تلك المغرفة في العذرة ويقولون: وقّع لنا يا مولانا، هذا فعلُهم به مع حُسن سيرته فيهم، وكفِّه عن أموالهم، ثم خُلّص منهم، ودفن.
وتوفي الإِمام الناصر لدين الله في أول شوال، سنة اثنتين وعشرين وست مئة.
وكانت خلافته نحو سبع وأربعين سنة، وعَمي في آخر عمره، وكان موته بالدوسنطاريا، وكان عمره نحو سبعين سنة، وكان قبيح السيرة في رعيته، ظالماً لهم، خرب في أيامه العراق، وتفرق أهله في البلاد، وكان يتشيع، وكان مُنْصَرِفَ الهمة إلى رمي البندق.
وقد نسُب الإِمام الناصر أنه هو الذي كاتب التتر، وأطمعهم في البلاد، بسبب ما كان بينه وبين خوارزم شاه محمَّد بن تكش من العداوة؛ ليشتغل خوارزم شاه بهم عن قصد العراق، والله أعلم.