جعفر بن محمَّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.
وقيل: هو عبيد الله بن المتقي بن الوفي بن الرضي، وهؤلاء الثلاثة يقال لهم: المستورون في ذات الله، واستتروا خوفا على أنفسهم؛ لأنهم كانوا مظلومين من جهة الخلفاء من بني العباس؛ لأنهم علموا أن فيهم من يروم الخلافة؛ أسوة غيرهم من العلويين، وقضاياهم ووقائعهم في ذلك مشهورة، والمحققون ينكرون دعواه في النسب، حتى بالغ بعضهم، وذكر أن في نسبه يهود، وادعى الخلافة بالمغرب بعد رجوعه من سجلماسة. وقد جرى له فيها ما جرى من المحن بواسطة الخلفاء من بني العباس وكان ظهوره بها يوم الأحد، لتسعٍ خلون من ذي الحجة، سنة ست وتسعين ومئتين، وخرجت بلاد المغرب من ولاية بني العباس، وكان الخليفة ببغداد حينذاك المقتدر بالله أبو الفضل جعفرُ بن المعتضد، ودُعي للمهدي بالخلافة على منابر رقادة (١)، والقيروان، يومَ الجمعة، لتسعٍ بقين من ربيع الآخر، سنة [سبع] وتسعين ومئتين.
وبنى المهدية بإفريقية، وكان الابتداء في بنائها في يوم السبت، لخمسٍ خلون من ذي القعدة، سنة ثلاث وثلاث مئة، وفرغ من بنائها في شوال، سنة ثمان وثلاث مئة، وهي على ساحل البحر، وهي جزيرة متصلة بالبر كهيئة كف متصلة بزند، فبناها، وجعلها دار ملكه، وجعل لها سورًا محكَماً، وأبواباً عظيمة، وزنُ كل مصراع مئة قنطار، ولما تم بناؤها، قال