وكان أصهبَ الشعر، أشهلَ العين، عريضَ المنكبين، حسنَ الخلق، قريباً من الناس، لا يؤثر سفك الدماء، يصيد بالخيل والجارح من الطير، محباً للصيد، مغرًى بصيد السباع، ويفرق الجوهرَ والدر، وكان أديباً فاضلاً.
وزإدت مملكته على مملكة أبيه، وفتحت له حمص، وحماة، وسيجر، وحلب، وخُطب له بمكة، وخَطب له ابنُ المقلد بن المسيب العقيلي صاحبُ الموصل بالموصل وأعمالها في المحرم، سنة اثنتين وثمانين وثلاث مئة.
وضُرب اسمُه على السكة والبنود، وخُطب له باليمن، ولم يزل في سلطانه، وعظمِ شأنه إلى أن خرج إلى بلبيس متوجِّهاً إلى الشام لغزو الروم، فابتدأت به العلة في العشرين من رجب، سنة ست وثمانين وثلاث مئة، ولم يزل مرضه يزيد وينقص، حتى ركب يوم الأحد، لخمسٍ خلون من شهر رمضان من السنة المذكورة إلى الحمام بمدينة بلبيس، وخرج منها إلى منزل الأستاذ أبي الفرج بن جواف، وكان صاحب خزانته بالقصر، فأقام عنده، وأصبح يوم الاثنين وقد اشتد به الوجع يومه ذلك ونهاره، وكان مرضه من حمى وقولنج، فاستدعى القاضيَ محمدَ بنَ النعمان، وأبا محمد الحسنَ بنَ عمار الكنانيَّ الملقب: أمين الدولة، وكان شيخَ كنانة وسيدَها، وخاطبهما في أمر ولده، ولم يزل العزيز في الحمَّام، والأمر يشتدُّ به إلى بين الصلاتين من ذلك النهار، وهو الثلاثاء، الثامن والعشرون من شهر رمضان، سنة ست وثمانين وثلاث مئة، وتوفي