للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد السلام، والقاضي تاج الدين عبد الوهاب بن خلف المعروف بابن بنت الأعز، فشهد أولئك العرب أن هذا الشخص المذكور هو ابن الظاهر محمدِ ابنِ الإمام الناصر، فيكون عمَّ المستعصم، وأقام القاضي جماعة من الشهود، واجتمعوا بأولئك النفر، وسمعوا شهادتهم، ثم شهدوا بالنسب بحكم الاستفاضة، فأثبت القاضي تاجُ الدين نسبَ أحمد المذكور، ولقِّب: المستنصر بالله، أبو القاسم، أحمدُ بنُ الظاهرِ بالله محمد.

وبايعه الملك الظاهر والناسُ بالخلافة، واهتم الملك الظاهر بأمره، وعمل له الدهليز والجمدارية وآلات الخلافة، واستخدم له عسكراً، وغرم على تجهيزه حملاً طائلةً، قيل: إن قدر ما غرم عليه ألف ألف دينار.

ثم في يوم الاثنين، الرابع من شعبان، ركب الخليفةُ والسلطان والقضاة والأمراء إلى خيمة عظيمة ضُربت ظاهر القاهرة، فجلسوا فيها، فألبس الخليفةُ للسلطان بيده خلعة سوداء، وطوقاً في عنقه، وقيداً، وهما من ذهب، وقَوَّى تقليدَ السلطان بالسلطنة، ثم ركب، وشق القاهرة، وكان يوماً مشهوداً.

وبرز الملك الظاهر والخليفةُ المذكور في رمضان من هذه السنة، وتوجَّها إلى دمشق، وكان في كل منزلة يمضي الملك الظاهر إلى دهليزه الخاص به، والخليفة إلى دهليزه الخاص به.

ولما وصلا إلى دمشق، نزل الملك الظاهر بالقلعة، ونزل الخليفة في جبل الصالحية، ونزل حول الخليفة أمراؤه وأجناده.