وسبب فراقه عن أبيه: حسد إخوته، وألقوه في الجُب، فكان في الجب ماء، وبه صخرة، فآوى إليها، وأقام في الجب ثلاثة أيام، ومرت به السيارة، فأخرجته وأخذوه، وجاء أخوه يهوذا إلى الجب بطعام ليوسف، فلم يجده، ورآه عند تلك السيارة، فأخبر يهوذا إخوته بذلك، فأتوا إلى السيارة، وقالوا: هذا عبدنا أَبَق منا، فاشتروه من إخوته بثمن بخس، قيل: عشرون درهماً، وقيل: أربعون درهماً، وذهبوا به إلى مصر، فباعه أستاذه للذي على خزائن مصر، واسمه العزيز، وكان فرعونُ مصر حين ذاك الريانَ بنَ الوليد، رجلاً من العماليق، والعماليق من ولد عملاق بن سام ابن نوح، فهويته امرأته راعيل، وراودته عن نفسه، فأبى وهرب، فلحقته من خلفه، وأمسكته بقميصه، فانقدَّ، ووصل أمرها إلى زوجها العزيز، وابنِ عمِّها تبيان، فظهر لهما براءة يوسف، ثم بعد ذلك ما زالت تشكو إلى زوجها وتقول: إنه يقول للناس: إنِّي راودته، وفضحني، فحبسه زوجها سبع سنين، ثم أخرجه فرعونُ مصر بسبب تعبير الرؤيا التي رآها.
ثم لما مات العزيز، جعل فرعونُ يوسفَ موضعَه على خزائنه، وجعل القضاء إليه، ودعا يوسفُ الريانَ فرعونَ مصر إلى الإيمان، فآمن به، وبقي كذلك إلى أن مات الريان، وملك بعدَه مصرَ قابوسُ بنُ مصعب من العمالقة - أيضًا -، ولم يؤمن، وتوفي يوسف - عليه السلام - في ملكه بعد أن وصل إليه أبوه وإخوته جميعهم من كنعان، وهي الشام.
ومات يعقوب، وأوصى إلى يوسف أن يدفنه مع أبيه إسحاق، فسار به إلى الشام، ودفنه عند أبيه، ثم عاد إلى مصر.