للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخذاها في ضحى يوم الأربعاء، السادس والعشرين من رجب من هذه السنة.

وكان الملك الظافر خِضْرُ ابن السلطان صلاح الدين صاحبُ بُصرى مع أخيه الملك الأفضل، ومعاضداً له، فأخذت منه بُصرى - أيضاً -، فلحق بأخيه الملك الظاهر، فأقام عنده بحلب، وأُعطي الملك الأفضل صرخد، فسار إليها بأهله، واستوطنها، وسلّم العزيز دمشق لعمه العادل على حكم ما وقع عليه الاتفاق، ورحل العزيز عن دمشق، عشيةَ يوم الاثنين، تاسع شعبان، فكانت مدة الأفضل بدمشق ثلاث سنين وشهراً.

ولما استقر الملك الأفضل بصرخد، كتب إلى الخليفة الإمام الناصرِ يشكو من عمه أبي بكر، وأخيه العزيز عثمان، ومن شعره:

مَوْلاَيَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وصَاحِبَهُ ... عُثْمَانَ قَدْ غَصَبَا بِالسَّيْفِ حَقَّ عَلِي

وَهْوَ الذِي كَانَ قَدْ وَلاَّ وَالِدُهُ ... عَلَيْهِمَا فَاسْتَقَامَ الأَمْرُ حِينَ وَلِي

فَخَالَفَاهُ وَحَلاَّ عَقْدَ بَيْعَتِهِ ... وَالأَمْرُ بَيْنَهُمَا وَالنَّص فِيهِ جَلِي

فَانْظُرْ إِلَى حَظِّ هَذَا الاسْمِ كَيْفَ لَقِي ... مِنَ الأَوَاخِرِ مَا لاَقَى مِنَ الأُوَلِ