وأمسكه، وأرسله إلى الكرك، واعتقله بها، فأرسل العادل يطلبه، فلم يسلمه الناصر داود، فأرسل العادل يهدد الملك الناصر داود بأخذ بلاده، فلم يلتفت إلى ذلك، واستمر في الاعتقال إلى أن خرج، وقبض على أخيه، وملك ديار مصر على ما يأتي ذكره في ترجمته إن شاء الله تعالى.
ولما اعتقل الناصرُ داودُ الصالحَ أيوبَ بالكرك، توجه الناصر داود إلى بيت المقدس، وفتحه، وانتزعه من الفرنج كما يأتي ذكره في ترجمة العادل ابن الكامل إن شاء الله تعالى.
وفي هذه السنة، وهي سنة سبع وثلاثين وست مئة: توفي الملك المجاهد شيركوه صاحب حمص بن ناصر الدين محمد بن شيركوه بن شادي، وكانت مدة ملكه لحمص نحو ست وخمسين سنة؛ لأن صلاح الدين ملَّكه حمص سنة إحدى وثمانين وخمس مئة، بعد موت أبيه محمد بن شيركوه، وكان عمره يومئذ اثنتي عشرة سنة، وكان شيركوه المذكور عسوفاً لرعيته، وملك حمصَ بعده ولدُه الملك المنصور إبراهيم ابن شيركوه.
وفي هذه السنة استولى بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل على سنجار، وأخذها من الملك الجواد يونس بن مودود ابن العادل، والله أعلم.
[ .... ] كان صاحب مصر الملك الصالح أيوب بعد أخيه العادل، على ما يأتي ذكره في ترجمته.
وفي هذه السنة توفي الملك الجواد يونس، قتله الصالح إسماعيل صاحب دمشق.