فأعيد إلى نيابة طرابلس، ثم ولي نيابة دمشق في ذي الحجة، سنة أربع وثمان مئة، ووقع له وقائع كثيرة إلى أن توجه إلى مصر مع الخليفة في ربيع الأول، سنة خمس عشرة وثمان مئة، وتمكن وتسلطن في شعبان من السنة المذكورة.
وكان نوروز بالشام، فأظهر الخلاف، فقدم المؤيد شيخ دمشق في أوائل سنة سبع عشرة، فكسر نوروز ومَنْ معه، وحصرهم بالقلعة، ثم نزلوا إليه طائعين، فقتل غالبهم، وتوجه إلى حلب، ثم عاد إلى مصر، وشرع في عمارة المؤيدية بباب زويلة في سنة ثمان عشرة، ثم سافر إلى دمشق بعد ذلك مرارًا، وذهب إلى بلاد سيس، وفتح مدنًا وقلاعًا.
وكان يحب العلماء، شجاعًا مقدامًا، شكلًا حسنًا، وأعجله الشيب، وكان يحب سماع كلام العلماء بين يديه في العلم، ويفهم جدًا، ويسأل، وكان السبب في عمارة دمشق وطريق الحجاز، وكان يتصدق على الفقهاء والفقراء كثيرًا، مع أنه كان ماسكًا.
وبالجملة: فكان خليقًا بالمُلك، ولكن كان فيه طمع، وتطلُّع إلى أموال الناس، توفي في يوم الاثنين، تاسع المحرم، سنة أربع وعشرين وثمان مئة، ودفن بالمؤيدية، وكانت مدة ملكه ثمان سنين، وخمسة أشهر، وأيامًا - رحمه الله تعالى -.