الشريف والخليل تسع مئة قنطار، وعلى أهل الرملة مئتا قنطار، وحصل لأهل البلاد المذكورة الرفقُ من الأمير جان بلاط نائبِ الحرمين ونائب القدس والخليل والرملة، فإنه تلطف بهم، ولم يحصل منه ضرر ولا تشويش لأحد منهم، بل استعطف خواطرهم، وأخذهم بالتي هي أحسن، فجزاه الله خيرًا، ولكن تضرر الفقراء من ذلك؛ كونهم يخسرون كثيراً، فإن كل قنطار بخمسة عشر ديناراً، وكلفته نحو دينار، فأبيع بتسعة دنانير فما دونها، فكانت الخسارة نحو النصف، والله لطيف بعباده.
* وفيها: في شهر رجب حضر رجل من بلاد الفرنج، زعم أنه أخو مولانا السلطان الملك الأشرف قايتباي، وأنه لما أسر هو وإياه من بلاد الجركس، وأُحضر السلطان إلى الديار المصرية حتى وصل إلى ما منّ الله عليه من الملك، أُخذ هو إلى بلاد الفرنج، واستمر عندهم إلى أن بقي شيخًا، ورزق الأولاد، وهو على دين النصرانية، وذكر أنه قدم إلى القاهرة مراراً، وأنه كان ينظر أخاه السلطان، ولا يجسُر أن يتعرف به، فلما وصل علمهُ للسلطان، أحضره من بلاد الفرنج، فقدم إلى مدينة طرابلس، ثم توجه إلى الديار المصرية، فتمثل بالحضرة الشريفة، وذكر أمره للسلطان، فسأله السلطان عن حقيقة أمره، فذكر له أَماراتٍ دلَّت على صدقه، فعند ذلك صدَّقه السلطان على أُخُوَّته وأحسن إليه، وأسلم هو وأولاده، وسمي:[ ... ]، وأقام بالقاهرة مكرَّماً، فسبحان المتفضل على من يشاء بما شاء.
* وفيها: وقعت فتنة عظيمة بين الأمير جان بلاط ناظرِ الحرمين،