للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والوجه الثاني: أنه عربي صحيح النسب، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أَحِبَّ العَرَبَ لِثَلاَثٍ: لأِنِّي عَرَبِيٌّ، وَالقُرْآنُ عَرَبِيٌّ، وَلِسَانُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ" (١)، ذكره ابن الأنباري في كتاب "الوقف والابتداء".

ولد الإمام أحمد ببغداد، بعد حمله بمرو، في شهر ربيع الأول، سنة أربع وستين ومئة.

وكان من أصحاب الشافعي وخواصِّه.

قال الشافعي - رضي الله عنه -: خرجت من بغداد، وما خلَّفت فيها أحداً أتقى ولا أورع ولا أفقه ولا أعلم من أحمد بن حنبل.

وقال الربيع بن سليمان: قال لنا الشافعي: أحمدُ إمامٌ في ثمان خصال: إمام في الحديث، إمام في الفقه، إمام في اللغة، إمام في القرآن، إمام في الفقر، إمام في الزهد، إمام في الورع، إمام في السنة.

وصدق الإمام الشافعي في هذا الحصر.

أما قوله: إمام في الحديث، فهذا ما لا اختلاف فيه ولا نزاع، حصل به الوفاق والإجماع.

وأما قوله: إمام في الفقه، فالصدق فيه لائح، والحق فيه واضح.

وأما قوله: إمام في اللغة، فهو كما قاله. قال المرُّوذي: كان أبو


(١) ورواه الحاكم في "المستدرك" (٦٩٩٩)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١١٤٤١)، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -.