للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

محمودَ الآثار، محبًّا للعلماء، وله أشعار حسنة، فمن ذلك قوله:

إِنْ نَظَرَتْ مُقْلَتِي لِمُقْلَتِهَا ... تَعْلَمُ مِمَّا أُرِيدُ نَجْوَاهُ

كَأَنَّهَا فِي الفُؤَادِ نَاظِرَةٌ ... تَكْشِفُ أَسْرَارَهُ وَفَحْوَاهُ

وفضائله كثيرة، ولد بالمنصورية التي تسمى: صبرة من بلاد إفريقية، يوم الاثنين، ثالث عشر رجب، سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة، وفوض إليه أبوه ولاية المهدية في صفر، سنة خمس وأربعين، فاستبد بالملك، ولم يزل إلى أن توفي ليلة السبت، منتصف رجب، سنة إحدى وخمس مئة، ودفن في قصره، ثم نقل إلى قصر السيدة بالمنستير، وخلف من البنين أكثر من مئة، ومن البنات ستين.

* * *

١٠٦ - الملك المعظم شمس الدولة توران شاه بن أيوب بن شادي بن مروان، الملقب: فخر الدين: وهو أخو السلطان صلاح الدين، وكان أكبر منه، وكان السلطان يُكثر الثناء عليه، ويُرجحه على نفسه، ووجَّهه إلى اليمن، فملكها، وفتح الله على يديه، وكان كريمًا، ثم إنه عاد من اليمن، والسلطانُ على حصار حلب، فوصل إلى دمشق في ذي الحجة، سنة إحدى وسبعين وخمس مئة، ولما رجع السلطان عن الحصار، وتوجه إلى الديار المصرية، استخلفه بدمشق، فأقام بها، ثم انتقل إلى مصر، وتوفي في يوم الخميس، مستهل صفر، سنة ست وسبعين وخمس مئة، ومات وعليه من الديون مئتا ألف دينار، فقضاها