للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُكَلِّفُنِي القَاضِي الجَلِيلُ مَسَائِلاً ... هِيَ النَّجْمُ قَدْراً بَلْ أَعَزُّ وَأَطْوَلُ

وَلَوْ لَمْ أُجِبْ عَنْهَا لَكُنْتُ بِجَهْلِهَا ... جَدِيراً وَلَكِنْ مَنْ يَوَدُّكَ مُقْبِلُ

عاش مئة وسنتين لم يختل عقله، ولا تغير فهمه، يفتي ويستدرك على الفقهاء الخطأ، ويقضي ببغداد، ويحضر المواكب في دار الخلافة إلى أن مات، وصنَّف كتباً كثيرة.

ولم يزل على القضاء إلى حين وفاته.

ولد سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة، وتوفي في ربيع الأول، لعشرٍ بقين منه، سنة خمسين وأربع مئة ببغداد.

* * *

١٧٧ - أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاذ، النحويُّ: أصله من الديلم، وكان بمصر إمامَ عصره في النحو، وله المصنفات المفيدة، وكانت وظيفته بمصر: أن ديوان الإنشاء لا يخرج منه كتاب حتى يعرض عليه، ويتأمله، فإن كان فيه خطأ أو لحنٌ من جهة النحو، أصلحه، وإلا استرضاه، وله على هذه الوظيفة راتب من الجِراية (١)، وأقام على ذلك زماناً، ثم قطع علائقه، واستعفى من الخدمة، ونزل عن راتبه، ولازم


(١) جاء على هامش الأصل: "صوابة: الخزانة".