للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَا الشَّعْرُ دَبَّ بِعَارِضَيْهِ وَإِنَّمَا ... أَصْدَاغُهُ نَفَضَتْ عَلَى خَدَّيْهِ

النَّاسُ طَوْعُ يَدِي وَأَمْرِي نَافِذٌ ... فِيهِمْ وَقَلْبِي الآنَ طَوْعُ يَدَيْهِ

فَاعْجَبْ لِسُلْطَانٍ يَعُمُّ بِعَدْلِهِ ... وَيجُورُ سُلْطَانُ الغَرَامِ عَلَيْهِ

وَاللهِ لَوْلاَ اثْمُ الفِرَارِ وَأَنَّهُ ... مُسْتَقْبَحٌ لَفَرَرْتُ مِنْهُ إِلَيْهِ

ولما مات الفائز، وتولى العاضد مكانه، استمر على وزارته، وزادت حرمته، وتزوج العاضدُ ابنته، ثم عمل الحيلة في قتله، فأجلس له جماعة من أجناد الدولة يقال لهم: أولاد الراعي في موضع من القصر مستخفين فدخل القصر نهاراً، فوثبوا عليه، وجرحوه جراحات عديدة، فوقع الصوت، فعاد أصحابه إليه فقتلوا الذين جرحوه، وحُمِل إلى داره، ومات من يومه.

وكانت ولادته سنة خمس وتسعين وأربع مئة (١)، وخرجت الخلع


(١) قال في "وفيات الأعيان" (٢/ ٥٢٨): "ومات يوم الإثنين تاسع عشر رمضان سنة ست وخمسين وخمس مئة رحمه الله تعالى".