للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أقبل المنصور على مَنْ حضره، وأبو مسلم طريحٌ بين يديه، وقال:

زَعَمْتَ أَنَّ الدَّيْنَ لَا يُقْتَضَى ... فَاسْتَوْفِ بِالكَيْلِ أَبَا مُجْرِمِ

اشْرَبْ بِكَأْسٍ كُنْتَ تَسْقِي بِهَا ... أَمَرَّ فِي الحَلْقِ مِنَ العَلْقَمِ

وقد اختلف الناس في نسب أبي مسلم: فقيل: من العرب، وقيل: من العجم، وقيل: من الأكراد.

وكان أبو مسلم في دولته قد قتل خلقًا لا يُحصون كثرة، وكان عدة من عرف من أعيان مَنْ قتله ستَّ مئة ألف، سوى من لم يعرف، وسوى من قتل في الحروب.

* * *

٢١١ - الخطيب أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نبُاتة، الجذاميُّ (١) الفارقيُّ، صاحبُ الخطب المشهورة: كان إمامًا في علوم الأدب، ورُزق السعادة في خطبته التي وقع الإجماع على أنه ما عُمل مثلها، وهو من أهل ميَّافارقين.


(١) انظر: "وفيات الأعيان" لابن خلكان (٣/ ١٥٦)، وفيه: "الحذاقي".