مسرورًا الخادمَ، فأخرج الفضلَ من السجن، وسأله عن أموالهم، فأجاب بجواب لم يُرضِه، فضربه مئتي سوط، وتولى ضربَه الخدمُ، فضربوه أشدَّ الضرب، حتى كادوا أن يتلفوه، وتركوه ومضوا، وكان هناك رجل نصرانيٌّ للعلاج، فطلبوه لمعالجته، فعالجه وبرئ، فاقترض الفضلُ من بعض أصحابه عشرة آلاف درهم، وسَيَّرها له، فردها عليه، فاعتقد أنه قد استقَلَّها، فاقترض عليها عشرة آلاف درهم أخرى، وسيرها له، فأبى أن يأخذها، وقال: ما كنتُ لاَخذَ على رجل من الكرام كدِّي، والله! لو كانت عشرين ألف دينار، ما قبلتُها، فلما بلغ الفضلَ ذلك، قال: والله! إن الذي فعله هذا أبلغُ من الذي فعلناه في جميع أيامنا، وكان قد بلغه أن ذلك المعالج في شدة من الضيق والفاقة.
وقد مدح البرامكَة جميعُ شعراء عصرهم، فمن ذلك: قول مروان ابن أبي حفصة في الفضل المذكور: