للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخطأ فيه. وإنما رواه سُليمان، عن حجاج، عن شُعبة، عن سيار فأخطأ خطأ ابن الباغندي على خطأ ابن سيف، لأن ابن سيف روى شُعبة، عن سيار، وهو غلط. وروى الباغندي عنه شُعبة، عن عبد الله بن أبي السفر وهو غلط أيضًا. وإنما الصواب: شُعبة، عن بيان، فوهم ابن سيف في بيان فجعله سيار. وابن الباغندي حَدَّث من حفظه فغلط. قال أبو الحسن: وكان كثير الغلط وله مثل هذا كثير. "سؤالاته" ٣٤.

وقال أيضًا: سألتُ أبا الحسن علي بن عُمر الحافظ عن محمد بن محمد بن سُليمان الباغندي. فحكى عن الوزير أبي الفضل بن حنزابة حكاية. قال حمزة بن يوسف (السهمي) ثم دخلت مصر وسألتَ الوزير أبا الفضل جعفر بن الفضل عن الباغندي هذا. وحكيت له ما كنت سمعت من الدارقطني؟ فقال لي الوزير: لحقت الباغندي محمد بن محمد بن سُليمان وأنا ابن خمس سنين ولم أكن سمعتُ منه شيئًا، وكان للوزير الماضي حجرتان إحداهما للباغندي يجيئه يومًا ويقرأ له والأخرى لليزيدي. قال أبو الفضل: سمعتُ أبي يقول: كنتُ يومًا مع الباغندي في الحجرة يقرأ لي كتب أبي بكر بن أبي شَيْبة، فقام الباغندي إلى الطهارة فمددت يدي إلى جزء من حديث أبي بكر بن أبي شَيْبة فإذا على ظهره (مكتوب) (١): مربع والباقي محكوك، فرجع الباغندي، ورأى الجزء في يدي فتغير وجهه. وسألته؟ فقال: إيش هذا مربع؟ فغير ذلك ولم أفطن له لأني أول ما كنت دخلت في مكتبة (٢) الحديث، ثم سألت عنه؟ فإذا الكتاب لمحمد بن إبراهيم مربع، سمع من أبي بكر بن أبي شيْبة، فحك محمد بن إبراهيم، وبقي مربع، فبرد عليّ قلبي، ولم أخرج عنه شيئًا.

قال السهميُّ: وسألتُ أبا بكر بن عبدان عن محمد بن محمد بن سُليمان الباغندي: هل يُدخل في الصحيح؟ قال: لو خَرَّجْت الصحيحَ صحيحًا لم أدخله فيه. قيل له: لم؟ قال: لأنه كان يخلط ويدلس. قال: وليس ممن كتبت عنه آثر


(١) الزيادة من "تاريخ بغداد" ٣/ ٢١٢.
(٢) في "تاريخ بغداد": كتب.

<<  <  ج: ص:  >  >>