وسمعت أبا زرعة مَرَّةً أخرى يقول: ربما انتفع المحدث القاص الدار، كان عبد الرزاق قاصي الدار بعيد تنأى داره، وحسن حديثه، ورأيت أبا زرعة لا يحمد أمره، ونسبه إلى أمر غليظ. ثم قال: لقد ذاكرت أحمد بن حنبل، عن إبراهيم بن موسى عنه، عن أبي معشر، عن الربيع بن أنس بحديث. فقال أحمد: هو حدثنا به عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس، وذهب إلى أن إبراهيم أخطأ فيه، لأن أبا معشر لم يسمع من الربيع بن أنس، وهذا خطأ فاحشٌ.
قلتُ لأحمد: فحدثنا عنه أبو زياد حماد بن زاذان القطان، عن أبي معشر، فرأيتُ أحمد قد احمرت وجنتاه، وذلك أنه كان يعظم أبا زياد القطان، وكان يَعْرفه، وكان رفيقَهُ في طلب الحديث "سؤالات البرذعي" صفحة ٤٥٠ و ٤٥١.
وقال البرذعي: وقال أبو زرعة مرة أخرى في عبد الله بن نشيط الصنعاني: قال أبو زرعة: قال يحيى بن معين: قال عبد الرزاق: هو كَذَّابٌ. وقال هشام بن يوسف: هو صدوقٌ. وقال يحيى بن معين: كان ثقة. قال أبو زرعة: أقول أنا: هو أوثق من عبد الرزاق، وهو عبد الله بن معاذ بن نشيط مولى خالد بن غلاب. "سؤالات البرذعي" صفحة ٤٥١ و ٤٥٢ و ٧٧٦.
وقال البرذعيُّ: قال لي أبو مسعود، في حرف خالف فيه أبو عاصم عبد الرزاق في حديث ابن جُريج، عن الزهري، حديث علي في السارق. قال أبو مسعود: فقلتُ لأبي عاصم: إن عبد الرزاق يقول: كذا وكذا. فقال: وما يدري ذاك الأعرابي. "سؤالات البرذعي" صفحة ٧٤٥.
* وقال يعقوب بن سُفيان: حدثني زيد بن المبارك. قال: قيل لأبي ثور: ابن همام يقول: كنا نختم على أملاء سُفيان حتى كتبناه. قال: قال إبراهيم: ما رأيته عند سُفيان. ولقد رأيته بعدما خرج سُفيان ورأيته محلوقًا. فقلتُ: ما لابن همام محلوقٌ؟ فقالوا: كان مريضًا فنقه من مرضه فلذلك حلق رأسه. "المعرفة والتاريخ" ١/ ٧٢١ و ٣/ ١٦ بنحوه.