منه بفضل الله حتى الآن ثلاث مجلدات، وباقي الكتاب تحت الطبع، وأملنا في طبعات الكتاب المقبلة أن يُضاف إليه عشرات الكتب الأخرى من مصنفات ومسانيد وجوامع، وما هذا إلا خطوة واحدة على هذا الطريق الذي يجب فيه جمع أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ووضعها بين يدي الناس ميسرة، حتى يستغنوا بها عن آراء الذين تفرقوا واختلفوا، ويطرحوا خلف ظهورهم كتب الفرقة والمذاهب التي فرقت سبيل المسلمين، وجعلت الأمة شِيعًا وأحزابًا، كل حزب بما لديهم فرحون.
وكما يعرف إخواننا من طلبة العلم فإن جمع الأحاديث مع ذكر أسانيدها لا يكفي لمعرفة هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، فجميع كتب الحديث، ودون أي استثناء، قد حوت الأسانيد الصحيحة والضعيفة، وأسانيد أخرى قد تبدو صحيحة في ظاهرها لا تخلو من علة خفت إلا على أهل هذا العلم من الذين كتبوا في علل الحديث. ولكن هذه الكتب فُضِّل بعضها على البعض حسب قلة الضعيف والمعلل فيها. ومن هنا بدرت أمنيتان:
الأولى: جمع أقوال المتقدمين من علماء الحديث في كتاب واحد.
والثانية: جمع كتب علل الحديث، وكذلك المتفرق من العلل في بطون الكتب. في كتاب واحدٍ أيضًا.
وظلت هذه الأماني تتردد أيضًا كلما حقق أحدهم كتابًا أو أَلَّف.
وكان لا بد وأن نسير خطوة في هذا الصراط، خطوة المتواضع، وجهد المقل، ولكن حسبنا أن نكون من الذين لا يجدون إلا جهدهم فيقدمونه.
فكانت البداية في جمع المتفرق من أقوال علماء الحديث، في مصادرها الأولى، وقسمنا العمل إلى قسمين:
الأول: جمع الجرح والتعديل من أقوال رواة الحديث من التابعين حتى ما قبل أمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل البخاري، في كتاب