جابر. وقد تَكَلَّمَ شُعبةُ بي عبد الملك بن أبي سُليمان من أجل هذا الحديث. وعبد الملك هو ثقة مأمون عند أهل الحديث، لا نعلم أحدًا تَكلَّم فيه غيرَ شُعبةَ من أجل هذا الحديث. وقد روى وكيعٌ، عن شُعبة، عن عبد الملك بن أبي سُليمان هذا الحديث. "الجامع" حديث (١٣٦٩).
وقال أيضًا: ورُويَ عن عبد الله بن المبارك. قال: كان سُفيان الثوري يقول: كان عبد الملك بن أبي سُليمان ميزانًا في العلم. "الجامع" حديث (١٣٦٩) و "العلل" الملحق بالسنن ٥/ ٧٥٧.
وقال أيضًا: وقد اختلف الأئمةُ من أهل العلم في تضعيف الرجال كما اختلفوا في سوى ذلك من العلم. ذُكر عن شعبة أنه ضَعَّف أبا الزبير المكي وعبد الملك بن أبي سُليمان وحكيم بن جبير وترك الرواية عنهم، ثم حَدّث شُعبة عَمّن دون هؤلاء في الحفط والعدالة. حَدّثَ عن جابر الجعفي وإبراهيم بن مسلم الهجري ومحمد بن عُبيد الله العَرْزمي وغير واحد ممن يُضَعَّفُونَ في الحديث.
حدثنا محمد بن عَمرو بن نَبْهان بن صفوان البصري. حدثنا أمية بن خالد. قال: قلتُ لشعبة: تدع عبد الملك بن أبي سُليمان وتُحدث عن محمد بن عبيد الله العَرْزَمي؟ قال: نعم.
قال أبو عيسى الترمذي: وقد كان شُعبة حدَّثَ عن عبد الملك بن أبي سُليمان ثم تركه. ويقال إنما تركه لَمّا تَفَرَّدَ بالحديث الذي روى عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله، عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-. قال:"الرجُلُ أَحَقُّ بِشُفْعَتِهِ يُنْتَظر بِهِ. وإن كَانَ غَائِبًا إذَا كَان طَرِيقهُمَا وَاحِدًا". وقد ثَبَتَ عن غير واحد من الأئمة وحدثوا عن أبي الزبير وعبد الملك بن أبي سُليمان وحكيم بن جبير. "الجامع" ٥/ ٧٥٦.
* وقال أبو زرعة الدمشقي: وسمعتُ يحيى بن معين وأحمدَ بن حنبل يقولان في حديث عبد الملك بن أبي سُليمان، عن عطاء، عن جابر (في الشفعة) قالا لي: قد كان هذا الحديث يُنكر عليه.
وسمعتُ أحمد ويحيى يقولان: كان عبد الملك بن أبي سُليمان ثقة. "التاريخ" ١١٦٩.